تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

شجرة السدر توقف زحف الرمال وتكافح التصحر

اعتبر من أهم الأشجار المثمرة والأكثر انتشاراً في الوطن العربي، نظرا لأن ثمارها مرغوبة، كما أنها من الأشجار التي تتحمل درجات من الملوحة تصل 9000 جزء في المليون، علاوة على تحملها للحرارة ومقاومتها للجفاف، لذلك فهي من الأشجار المفضلة للزراعة بمزارع دولة الإمارات العربية المتحدة والمستخدمة في مشاريع التشجير. تنمو أشجار السدر على جوانب الوديان وتنمو عادة في الصحارى التي تسقط عليها الأمطار بمعدل 100 مم في العام، حيث توجد الوديان والمنحدرات والسواحل والواحات، وتعتبر أشجار السدر الأكثر انتشارا في معظم مناطق دولة الإمارات، خاصة بمناطق خورفكان الفجيرة وكلباء ومسافي، وتستخدم هذه الشجرة حاليا بكثرة في مشاريع التشجير. يتحدث الخبير الزراعي مدحت شريف حول شجر السدر قائلا: شجرة السدر مستديمة الخضرة متوسطة الارتفاع، حيث يتراوح ارتفاعها بين 5 إلى 9 أمتار ذات ساق سميك رمادي اللون، الأفرع كثيفة ثنائية التفريع، وهي عادة خضراء محمرة القنابات متحورة إلى شوكتين مستقيمة أو منحنية ذات لون رمادي، الأوراق جلدية بسيطة بيضاوية الشكل ذات حافة كاملة، سطحها العلوي أخضر لامع أما سطحها السفلي فهو رمادي مخضر، الورقة ذات عنق قصير، والأزهار ذات لون أصفر مخضر أو قد تكون سنية اللون، تتكون في نورة راسية وهي صغيرة في مجموعات من 3إلى 8 أزهار في أباط الأوراق، والزهرة خماسية الاجزاء الثمرة كروية حسلة صفراء. محمرة عند النضج حلوة المذاق وتوجد نواة داخل الثمرة. شروط للنمو تزهر أشجار السدر خلال الفترة من شهر سبتمبر وحتى شهر أبريل. وتنمو في التربة الرملية والكلسية والملحية، كما تنمو بالتربة الصخرية ومناطق الكثبان الرملية، إلا أنها تجود في التربة الرملية الخصبة جيدة الصرف. وتحتاج هذه الشجرة إلى الاهتمام بالتدعيم عن زراعتها في المكان المستديم، كما تحتاج إلى الحماية بواسطة الأقفاص لمدة لا تقل عن سنة لحمايتها من العواصف والرياح والحيوانات السائبة. يضيف شريف أن أشجار السدر المزروعة حديثا تحتاج إلى ري معتدل ومنتظم في مراحل النمو الأولى، ويعتبر نظام الري بالتنقيط من أفضل نظم الري الملائمة لري هذه الشجرة، ويجب مراعاة زيادة الفاصل الزمني بين مرات الري، كلما زاد عمر الشجرة، وذلك بهدف تشجيعها على تكوين مجموع جذري قوي، كما يجب أيضا تقليل كمية مياه الري خلال فصل الشتاء. وتحتاج أشجار السدر المزروعة حديثا إلى تقليم حيث ينتخب 3 إلى 4 أفرع جانبية قوية مزروعة في اتجاهات مختلفة على الساق، وإزالة ما عداها من الأفرع، وذلك بهدف تكوين هيكل قوي للشجرة. أما أشجار السدر البالغة فتحتاج إلى عملية تقليم خفيفة يقتصر على إزالة الأفرع الجانبية والمريضة والمتشابكة والمتزاحمة والقريبة من سطح الارض أو الافرع التي تعيق حركة السير حول الشجرة إذا كانت مزروعة في الحديقة. دورة نماء يضيف شريف قائلا: عادة ما تبدأ أشجار السدر في الإثمار وهي في عمر ثلاث سنوات ويتراوح انتاج الشجرة البالغة بين 20 و 60 كجم حيث يتوقف الإنتاج على عمر الشجرة ومدى الاهتمام بالتسميد. وتحتاج الشجرة إلى التسميد العضوي مرة واحدة سنويا بمعدل 12.5 كجم سماد عضوي معامل حراريا، وتخلط جيدا مع التربة الجورة ويفضل إضافة السماد العضوي خلال الفترة من نوفمبر وحتى يناير. وتحتاج هذه الشجرة إلى التسميد الكيميائي ثلاث مرات سنويا بمعدل 150 إلى 250 جراما في المرة الواحدة حسب عمر وحجم الشجرة . كما يمكن أن تصاب هذه الشجرة بالآفات منها ذبابة النبق التي تعتبر ذات تأثير أقتصادي على الإنتاج وجودة الثمار حيث تتغذى على لب الثمرة ويمكن أن تضع البيض داخل الثمرة ويفقس عن يرقات صغيرة كما يمكن أن تتعرض السدر للإصابة بالبق الدقيقي والعناكب. وننصح دائما باستخدام المصائد الفرمونية لمكافحة ذبابة النبق والفاكهة كما يجب استخدام مبيدات الملائمة لمكافحة الآفات الاخرى فور ظهورها وتوصي باستخدام المبيدات المشتقة من أصل نباتي مع تجنب استخدام المبيدات وقت وجود الثمار على الأشجار. تكاثر بالبذور يبين شريف أن أشجار السدر تتكاثر جنسيا بالبذور، حيث تتم زراعة السدر بالمهاد بعد معاملتها بالنقع في الماء الساخن أو الماء العادي أو حتى معاملتها بالحمض الكبريتيك المركز، وتزرع البذور المعاملة في وسط يتكون من خليط من الرمل والبيتموس بنسبة 1إلى 1 في سطور على مسافات منتظمة للحصول على إنبات ونمو جيد بدلا من الزراعة الكثيفة وغير المنتظمة للبذور، ثم تتوالى البذور المزروعة بالري حتى يتم إنباتها ونموها لتصل إلى العمر والحجم المناسب للتفرد، فيتم تفريدها في أكياس أو أصيص ذات أحجام مناسبة. ثم يتم نقل الشتلات إلى المواقع الجديدة لرعايتها حتى تصل إلى الحجم المناسب للزراعتها في الأرض. أما التكاثر خضريا فيكون بالتطعيم، وتستخدم هذه الطريقة لإكثار الأصناف الجيدة من أشجار السدر حيث يتم أكثارها من خلال التطعيم بالعين من بشتلات بذرية في الربيع خلال شهري فبراير ومارس أو في الخريف خلال شهر سبتمبر، وذلك لإنتاج الأصناف الجيدة ذات الصفات الممتازة مثل السدر الباكستاني، أو التايلندي ويعتبر شهر يونيو هو الأنسب لزراعتها في دولة الإمارات للحصول على أفضل نتائج التطعيم، وننصح عند التطعيم بكشط العين المطعم بجزء من الخشب نظرا لصعوبة فصل قلف السدر، كما أنها تساعد على رفع نسبة نجاح التطعيم.ومن فوائد هذه الشجرة أنها تصلح للزراعة بمشاريع التشجير كالغابات والمحميات، كما تصلح لزراعتها على جوانب الطرق الزراعية وعلى حواف الترع والمجاري المائية، وتزرع لوقف زحف الرمال ومكافحة التصحر، ثمارها حلوة الطعم صالحة للأكل، وتحتوي ثمارها على نسبة عالية من السكر والفيتامينات مثل c b2 b1، وتعتبر شجرة السدر من الأشجار المهمة للنحل الذي يتغذى على رحيق أزهارها وينتج عسل السدر، وأخشابها تستعمل كحطب وقود، وفي بعض الصناعات الخشبية كصناعة الآلات الزراعة. كما أن لها استعمالات طبية منها علاج أمراض الجهاز التنفسي، والاضطرابات المعدية، وغسول الشعر وغزالة الأورام والانتفاخات.

المصدر: دبي

سبت, 02/10/2024 - 22:30

تابعونا

fytw